أمة سيهدمها "لورنس" لا تستحق أن تعيش!
** في رمضاننا هذا دخل على الخط منافس جديد لمسلسل "طاش"، ليس في القيمة الفنية، أو الجماهيرية، ولكن في كم الجدل الذي أثاره رغم أن عمره الرسمي وكل تاريخه لا يتجاوز سبع حلقات فقط!
المنافس الجديد هو السيد "لورنس"، ليس لورنس الشخصية صاحبة دور البطولة في "شوربة وخل"، إنما "لورنس" الشخص الذي تعالت النداءات بتقديمه عاجلاً للمحاكمة، هو وكل من شارك أو سهل مهمة انتشاله من كواليس "رومات البالتوك" إلى شاشات الضوء عبر إحدى أكثر القنوات انتشاراً!
العمل لا يستحق الكثير من النقاش، فأكثر ما يمكن وصفه أنه عادي، لكن شخص- شخص وليس شخصية- بطل "شوربة وخل" استأثر بكل النقاش الذي تحول إلى جدل بيزنطي لا طائل من ورائه، سوى توجيه المزيد من الضوء تجاه شخص بطله وتكريس نجوميته!
**هذا الجدل صنع "لورنس النجم" الذي أصبح أمراً واقعاً، وهذا "اللورنس" لم تفلح محاولاتنا من قبل لقمعه، بل كان كل من يكتب ضده يقدم له دعاية مجانية دون أن يدري!، فلماذا والحال هذه لا ننظر إلى الأمر من زاوية مختلفة..لماذا لا يكون هذا المسلسل مشروع "استصلاح" لـ"لورنس" طالما أننا عجزنا عن تقويمه أو إلغائه !هو يحظى بجماهيرية وشعبية كبيرة بين أوساط المراهقين والشباب- شئنا أم أبينا- لكن خروجه إلى الضوء ربما يجعله يستشعر مسؤولية الشهرة ويتغير نحو الأفضل!
** للعلم أنا لست في صف لورنس الشخص، وكنت من أوائل من كتبوا وطالبوا بمحاكمته، لكن طالما أننا لم نستطع إيقافه إبان بذاءته فلماذا نقف في وجه من يريد "استصلاحه"؟! لو رفضناه بالشكل الحالي "المحترم" نوعاً ما- مقارنة بشكله القديم- سيعود من حيث أتى.. وسيلحق به جمهوره في "رومات البالتوك" وسيعود لفحشه وبذاءته.. ثم ماذا؟! أعتقد أن بعضنا سيطالب حينها بعودته لـmbc .
نعم أنا ضد لورنس الشخص، لكنني في صف "لورنس الحالة" التي تحتم علينا تقبلها بشكلها الجديد كأخف الضررين؛ لأن البديل الذي نريد إركاسها فيه قبيح ومقزز.. وضرره ليس لازماً له بل متعدٍ إلى غيره!
** أغرب ما طرح حول "لورنس الجديد" تصويره وكأنه مشروع تآمري لهدم أخلاق النشء وقيمهم ودينهم!، ألهذه الدرجة؟.. يا حضرات النقاد والمنظرين، الخلل تدندنون حوله ولا صوت يعلو صادعاً بكنهه، لو اعترفتم بهشاشة قاعدتنا الثقافية وسهولة اختراقها وانقياد أبنائها، لكان أرحم بكثير من تحميل هذا "اللورنس" مسؤولية هدم أخلاقنا وقيمنا وديننا..هو في نهاية الأمر نتاج تعليم أعرج وتربية جوفاء وثقافة هشة!
على رسلكم و لاتحملوا هذه الظاهرة العابرة أكثر مما تحتمل، وليتكم تُعْمِلون عقولكم وتوجهون جهودكم نحو بناء إنسان يملك عقلاً ممتلئاً لا أجوف، يستطيع تحصين نفسه بنفسه، ليمارس الفرز بوعي وإدراك، ويلفظ هذا "اللورنس" ومن هم على شاكلته، بدلاً من رهن مصير الأمة ومستقبلها وأخلاقها وقيمها إلى ظواهر إعلامية عابرة كـ"لورنس"..وإلا فإن أمة سيهدمها "لورنس" لا تستحق أن تعيش!
** قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"، وهو تصنّع وتكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه المرء تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور..لنتغافل وسيذهب "لورنس" كما ذهب غيره، لكن "فطنتنا" و "ذهانتنا" التي يتصنعها أغلبنا، ستجلب لنا المشاكل، لأن هناك من يترصدنا من بعيد ولسان حاله: "يؤبروني ما أظرفهن"، وكلما ارتفع صوت المراء بيننا كلما تأكد احتمال تحوّل السيد لورنس إلى "أيقونة جدل رمضاني"، تدر الملايين على "المترصدين"، الذين لن يتورعوا عن إنتاج "شوربة وخل 2 و 3 و 4"..وإلى ما لانهاية.
